المستقبل لن يصنعه المتطرفون
يمنات
وليد ناصر الماس
لا نمانع عملية استيعاب أي مواطن جنوبي في أي تشكيل جنوبي الهوى مهما كان ماضيه، و على ذات السياق لسنا ضد دخول انصار عفاش في المجلس الانتقالي، بل نرحب حتى بأنصار الشريعة و القاعدة إذا ما قرروا يوما التخلي عن ماهم فيه، فالجنوب يتسع للجميع من أبناءه.
لكن ما يجعلنا نتوقف عنده لنلقي نظرة حوله، ذاك السلوك المتطرف لهؤلاء أي ممن كانوا مع عفاش و حزبه و الحديث هنا لا يشمل الجميع، ولكن جزء أصيل ومهم منهم.
هؤلاء كانوا في عهد صالح متطرفين فوق المستوى المتاح و المطلوب منهم، تطرفهم هذا قاد بعضهم للالتحاق بما عُرفت آنذاك بلجان الدفاع عن الوحدة و الانخراط في الأمن القومي و السري، و عملوا على مضايقة المعارضين لحزبهم و نكلوا بهم تنكيلا.
اليوم هؤلاء أنفسهم بشحمهم و لحمهم موجودون في المجلس الانتقالي و لديهم أسلوبهم القديم في التطرف و الإفراط في التعبير عن الوطنية، مثل هؤلاء لا يوجد لديهم نفس مقبول لتقبل ما يطرحه الآخرون و نقده بشكل موضوعي، تجدهم يشنون حملات شعواء على من سبقوهم في حب الجنوب بسنوات أن لم نقل عقود، هؤلاء لا يتقبلون مجرد رأي تمليه عليك قناعتك هنا أو هناك، فتراهم يسارعون للتقليل من وطنيتك و التشكيك في ولاءك و انتماءك لهذا الوطن مطالبين بضرورة إقصاءك.
هؤلاء بالتأكيد سيتولون قيادة دولة الجنوب إذا ما عادت في قادم الأيام ما لم نضع حدا لهم، لذكائهم المرهف و لباقتهم و طلاقة ألسنتهم و مهارتهم في التفنن بحب الوطن، و لن يسلم من بطشهم و جبروتهم الأحرار و الشرفاء و حتى الأبرياء.
هذه النوعيات جربنا نماذج منها بعد استقلال الوطن الجنوبي، عندما سيطرت على السلطة عناصر مشابهة لها في الفكر و الرؤية و نفذت توجهاتها البغيضة، و قتلت الآلاف من الثوار و الأعيان و أصحاب الكفاءات و الخبرات و أقصت آخرين، و تشبثت بمواقعها و كراسيها، و اغتالت بنزقها و رعونتها حلم أبناء الجنوب في الاستقرار و الأمان و الحياة الكريمة على أرضهم، و قادت البلاد و العباد ببلاهتها نحو مستنقعات قذرة ما زلنا نئن من وطأتها إلى يومنا.
مثل هذه النماذج لن يُعول عليها خيرا في أي مستقبل منشود، فهم بالحقيقة يستعدون شرائح مجتمعية مهمة تجاه هذا الوطن.
تطرف هؤلاء لا يعكس وطنيتهم البتة، بل يشير بوضوح لقدرتهم الفائقة على المزايدة و براعتهم في التظاهر و المبالغة، للتقرب من صانع القرار و الوصول لأهدافهم و مصالحهم الذاتية و الضيقة في نفس الحال، على حساب أغلبية ساحقة يجري سحقها.
والله على ما نقول شهيد.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.